انخفاض الثروة السمكية في نهر الفرات وتحديات الصيادين في سوريا

بعد نحو 37 عاماً من العمل كصياد سمك في شمال سوريا، اضطر إسماعيل الهلال إلى التخلّي عن المهنة الأقرب إلى قلبه بعدما لمس وزملاؤه تراجعاً في الثروة السمكية في نهر الفرات المهدّد بالجفاف.

التحديات التي تواجه صيادي سوريا

تعود حياة إسماعيل الهلال (50 عاماً) إلى بحيرة الأسد، وهي بحيرة اصطناعية يشكّلها سدّ مقام على نهر الفرات في ريف الرقة الشرقي. تغطي هذه البحيرة مساحة كبيرة وتعتبر أكبر احتياطي مياه في سوريا. ولكن مع انخفاض منسوب المياه في البحيرة والجفاف الذي يهدّد نهر الفرات، تراجعت الثروة السمكية تدريجياً وانخفضت فرص الصيادين في العثور على الأسماك بكميات كبيرة.



تأثير الجفاف والتلوث على الثروة السمكية

تشهد بحيرة الأسد ونهر الفرات ارتفاع مستمر في التلوث والصيد خارج إطار القانون، ويأتي ذلك بالإضافة إلى انخفاض منسوب المياه، مما يؤثر سلباً على تكاثر السمك وتوازن النظام البيئي. نمو الطحالب جراء التلوث يؤدي إلى انخفاض مستوى الأوكسجين في المياه، مما يؤدي بدوره إلى نفوق الأسماك وتراجع الثروة السمكية في البحيرة والنهر. كما يشكل الصيد العشوائي تحدياً آخر يواجهه الصيادون في المنطقة.

الصيادون يتخلىون عن مهنتهم

تخلّى العديد من الصيادين في المنطقة عن مهنتهم نتيجة تراجع الأسماك وارتفاع تكاليف معدات الصيد. في السابق، كان هناك توازن بين سعر لوازم الصيد وسعر مبيع السمك وكمياته، لكن الوضع تغير الآن وأصبح الصيادون يجدون صعوبة في العثور على الأسماك بنفس الكميات التي كانوا يعثرون عليها سابقاً.

المستقبل المشكوك فيه لمهنة الصيد

مع تراجع مستوى المياه وتراجع كمية الأسماك، يخشى الصيادون من أن تنقطع سلسلة الإرث المهني في عائلاتهم. يحاول عدد منهم توفير احتياجات عائلاتهم والحفاظ على هذه المهنة التقليدية، لكن الظروف الصعبة وتحديات الجفاف والتلوث تضعهم في مواجهة صعوبات كبيرة.



التحذيرات من فقدان التنوع البيولوجي

تحذر منظمة “باكس” الهولندية غير الحكومية من أن نقص المياه والتلوث يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي في شمال وشرق سوريا، وتحث على اتخاذ تدابير للتكيّف مع المناخ ووضع سياسات واضحة للحفاظ على البيئة والثروة السمكية.

الوضع الحالي لسوق السمك في مدينة الرقة

في سوق السمك في مدينة الرقة، يعاني الباعة من تراجع كبير في كمية الأسماك التي تصلهم من صيادي الفرات. مع ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة توفير التبريد الكافي للحفاظ على جودة الأسماك، يواجه الباعة صعوبات في تلبية طلبات الزبائن على الأسماك الطازجة.

خسائر الصيادين وتداعياتها على الاقتصاد المحلي

انخفاض مستوى الأسماك وتراجع كمية الصيد تسبب في خسائر كبيرة لصيادي سوريا ولأصحاب المحلات التي تعتمد على بيع السمك. مع انخفاض إيراداتهم، يصعب على الصيادين تحمل تكاليف المعيشة وتوفير احتياجات أسرهم، مما يؤثر على الاقتصاد المحلي في المنطقة.



الختام

إن تراجع الثروة السمكية في نهر الفرات يشكل تحدياً كبيراً للصيادين في شمال سوريا. الجفاف والتلوث والصيد العشوائي هي بعض التحديات التي يواجهونها يومياً. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يبذل الصيادون قصارى جهدهم للحفاظ على مهنتهم التقليدية وتوفير مستقبلٍ أفضل لأطفالهم وعائلاتهم. ينبغي أن تكون هذه المشكلة قضية مهمة تستحق الاهتمام والدعم من الحكومة والمنظمات الدولية للحفاظ على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية في المنطقة.

مقالات اخري قد تعجبك ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *