كلمات قصيدة لا تلم كفى إذا السيف نبا للشاعر حافظ إبراهيم
by
Aiiat
·
لا تلم كفى إذا السيف نبا |
صح مني العزم و الدهر أبى |
رب ساع مبصر فى سعيه |
أخطأ التوفيق فيما طلبا |
مرحبا بالخطب يبلوني إذا |
كانت العلياء فيه السببا |
عقنى الدهر و لولا أننى |
أوثر الحسنى عققت الأدبا |
إيه يا دنيا اعبسي أو فابسمي |
ما أرى برقك إلا خلبا |
أنا لولا أن لي من أمتي |
خاذلاً ما بت أشكو النوبا |
أمة قد فت في ساعدها |
بغضها الأهل و حب الغربا |
تعشق الألقاب فى غير العلا |
و تُفدي بالنفوس الرتبا |
و هي و الأحداث تستهدفها |
تعشق اللهو و تهوى الطربا |
لا تبالي لعب القوم بها |
أم بها صرف الليالي لعبا |
ليتها تسمع مني قصةً |
ذات شجو و حديثا عجبا |
كنت أهوى فى زماني غادة |
وهب الله لها ما وهبا |
ذات وجه مزج الله به |
صفرة تنسي اليهود الذهبا |
حملت لي ذات يوم نبأً |
لا رعاك الله يا ذاك النبا |
و أتت تخطر و الليل فتى |
و هلال الأفق في الأفق حبا |
ثم قالت لي بثغر باسم |
نظم الدرّ به و الحببا |
نبئوني برحيل عاجل |
لا أرى لي بعده منقلبا |
و دعاني موطني أن أغتدي |
علني أقضي له ما وجبا |
نذبح الدب و نفري جلده |
أيظن الدب ألا يغلبا |
قلت و الالام تفري مهجتي |
ويك ما تفعل فى الحرب الظبا |
ما عهدناها لظبي مسرحا |
يبتغي ملهي به أو ملعبا |
ليست الحرب نفوسا تشتهي |
بالتمني أو عقولا تستبى |
أحسبت القد من عدتها |
أم حسبت اللحظ فيها كالشبا |
فسليني إنني مارستها |
و ركبت الهول فيها مركبا |
و تقحمت الردى فى غارة |
أسدل النقع عليها هيدبا |
قطبت ما بين عينيها لنا |
فرأينا الموت فيها قطبا |
جال عزرائيل فى أنحائها |
تحت ذاك النقع يمشى الهيذبى |
فدعيها للذي يعرفها |
و الزمي يا ظبية البان الخبا |
فأجابتنى بصوت راعنى |
و أرتنى الظبى ليثا أغلبا |
إن قومى استعذبوا ورد الردى |
كيف تدعونىَ ألا أشربا |
أنا يابانية لا أنثني |
عن مرادي أو أذوق العطبا |
أنا إن لم أحسن الرمي و لم |
تستطع كفاي تقليب الظبا |
أخدم الجرحى و أقضى حقهم |
و أواسى فى الوغى من نُكبا |
هكذا الميكاد قد علمنا |
أن نرى الأوطان أماً و أبا |
ملك يكفيك منه أنه |
أنهض الشرق فهز المغربا |
و إذا مارسته ألفيته |
حُوّلا فى كل أمر قلبا |
كان و التاج صغيرين معاً |
و جلال الملك فى مهد الصبا |
فغدا هذا سماء للعلا |
و غدا ذلك فيها كوكبا |
بعث الأمة من مرقدها |
و دعاها للعلا أن تدأبا |
فسمت للمجد تبغي شأوه |
و قضت من كل شئ مأربا |
قصيدة شاعر النيل حافظ إبراهيم