آثار جرش: رحلة في تاريخ مدينة الأردن القديمة

تقف مدينة جرش الأردنية كشاهد على عظمة وتاريخ المنطقة الحافل بالحضارات المتعاقبة. اشتهرت بكونها واحدة من المدن الرومانية العشرة في الشرق وتعتبر أقدم وأفضل المواقع الأثرية تحفظاً في العالم. تأخذنا هذه المدينة في رحلة عبر الزمن لاستكشاف معالمها الأثرية التي تضاهي روعتها روعة مدن البتراء وعمّان القديمة.

تاريخ جرش:
كانت جرش المعروفة أيضا بأسم “جراسا” في العصر الهيلينستي، قد شهدت فترات ازدهار في العصر الروماني والبيزنطي. وقد كانت تتمتع بموقع استراتيجي كنقطة تجارية رابطة بين دمشق وعمان ومصر. خلال حكم الإمبراطوريات الرومانية والبيزنطية، تم تطوير المدينة بشكل كبير وتزيينها بالأعمدة والمعابد والمدرجات والحمامات والشوارع المرصوفة بالحصى مما جعلها مركزاً حضارياً متألقاً.



الآثار الموجودة في جرش:
1. الشارع المستقيم (Cardo Maximus): أحد الشوارع الرئيسية في المدينة القديمة، مرصوف بالحصى ومحفوف بالأعمدة الرومانية المذهلة التي لا تزال قائمة حتى اليوم.
2. مدرج جرش الكبير: يستوعب هذا المدرج ما يقارب 3000 متفرج ويضم فعاليات ثقافية وفنية، كمهرجان جرش السنوي الذي يعتبر من أبرز الأحداث الثقافية في الأردن.
3. الأعمدة المقامة (Erected Columns): هي أعمدة مزينة برؤوس أعمدة إكليلية وتعطي مثالاً للروعة المعمارية للمدينة.
4. المعبد الروماني (Temple of Artemis): الذي يشتهر بأعمدته الضخمة وتفاصيله المعمارية الرفيعة.
5. الحمامات الرومانية والنيمفايوم: وهي منشآت أثرية تعبر عن الفن والترف الروماني في البناء والعمارة.
6. الكنائس البيزنطية: مع مواقعها الطافية بالفسيفساء الملونة التي تحكي قصصاً من الماضي.

أهمية جرش التاريخية والثقافية:
جرش تمثل ملتقى الحضارات حيث تتداخل الثقافات اليونانية، الرومانية، البيزنطية والإسلامية التي خلفت آثارها عبر القرون. تعتبر جرش مثالًا للتكامل الثقافي والتاريخي الذي يعبر عن التطور البشري في العمارة والفنون والتجارة.

حماية الموقع والسياحة:
الجهود المبذولة في الحفظ والترميم مستمرة للحفاظ على هذا التراث العالمي النادر، حيث يتم جذب السياح من مختلف أنحاء العالم لهذا الموقع الفريد من نوعه. يعطي الارتباط الوثيق بين المدينة والأحياء السكنية الحديثة لمحة عن الارتباط غير المنقطع بالتاريخ والحاضر.



خاتمة:
مدينة جرش في الأردن هي واحدة من الجواهر التي تتوج تاريخ الشرق الأوسط، وتستمر في إدلاء بيان بصمت عن غنى وتنوع التراث البشري. تقدم المدينة لزائريها فرصة للتعمق في التاريخ والشعور بروح الماضي وهيبته من خلال جنباتها التي لا تزال تنبض بالحياة.

مقالات اخري قد تعجبك ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *