كلمات قصيدة كم مر بي فيك عيش لست أذكره للشاعر حافظ إبراهيم
by
Aiiat
·
كم مَرَّ بِي فيِكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَذْكُرُه |
ومَرَّ بِي فيكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَنْساهُ |
وَدَّعْتُ فيكِ بَقايا ما عَلِقْتُ به |
مِنَ الشّباب وما وَدَّعْتُ ذِكْراهُ |
أَهْفُو إليه على ما أَقْرَحَتْ كَبِدِي |
مِنَ التَّبارِيحِ أولاَهُ وأُخْراهُ |
لَبِسْتُهِ ودُمُوعُ العَيْنِ طَيِّعَة ٌ |
والنفسُ جَيَّاشَة ٌ والقَلْبُ أَوّاهُ |
فكان عَوْني على وَجْدٍ أُكابِدُه |
ومُرِّ عَيْشٍ على العِلاّتِ أَلْقاهُ |
قد أَرْخَصَ الدَّمْعَ يَنْبُوعُ الغَناءِ به |
وا لَهْفَتِي ونُضُوبُ الشَّيْبِ أَغْلاهُ |
كم رَوَّحَ الدمعُ عَنْ قَلْبي وكم غَسَلَتْ |
منه السَّوابِقُ حُزْناً في حناياهُ |
لَم أَدْرِ ما يَدُه حتى تَرَشَّفَه |
فَمُ المَشِيبِ على رَغْمِى فأَفْناهُ |
قالوا تَحرَّرْتَ مِنْ قَيْدِ المِلاحِ فعِشْ |
حُراً فَفِي الأَسْرِ ذُلٌ كُنتَ تَأباهُ |
فقُلْتُ يا لَيْتَه دامَتْ صَرامَتُه |
ما كان أَرْفَقه عندي وأَحْتاهُ |
بُدِّلْتُ منه بقَيْدٍ لَسْتُ أفْلَتُه |
وكيف أفْلَتُ قَيْداً صاغَهُ اللهُ |
أَسْرَى الصَّبابَة ِ أَحْياءٌ وإنْ جَهِدُوا |
أَمّا المَشِيبُ ففِي الأَمْواتِ أَسْراهُ |
شاعر النيل حافظ إبراهيم