تاريخ حرب الاستقلال الأمريكية

حرب الاستقلال الأمريكية هي المؤسس لتاريخ الدولة التي تحكم العالم اليوم، والتي تؤثر على العديد من الدول بوابل من المشاكل والتعقيدات والصراعات الدموية، ومعاناة الشعب كان نتاج حرب اهلية و صراعات داخلية على أيدي المستعمرين الأوروبيين والمحتلين و السكان الاصليين للارض دامت لما يقرب من ثلاثة قرون.

الولايات المتحدة الأمريكية، القطب اليميني ومن أبرز وأكبر الدول في العالم في القرن الحادي والعشرين وما بعدة، وصاحب أكبر اقتصاد وعسكرية، التي تأسست على يد مجموعة من الأوروبيين اللصوص والمزارعين والمجرمين، الذين أرسلتهم بريطانيا لإعادة إعمار الأراضي الجديدة والعمل في المناجم، يبدأ تاريخ هذه الدولة بمحاربة سكانها الأصليين من “الهنود الحمر”، قبل الاشتباك في حروب شرسة في مرحلة لاحقة من مختلف المصالح والرغبات من الهيمنة والاستغلال مع أبناء عمومتهم الأوروبيين، ليصبحوا اليوم أكبر تجار للنار والدم والموت.



عاش الهنود الحمر في مجموعات من البشر متفرقة في قبائل لمدة 8000 آلاف سنة تقريبا وحدهم في الأراضي بعيداً على شاطئ المحيط الأطلسي، وكانت بدائية الحياة من استخدام جلود الحيوانات كملابس وعظام كالأسلحة والدروع، وتكون الحياة والثقافة الخاصة بهم التي دامت لآلاف السنين، وقد عرفت تلك الحضارات الزراعة البدائية، وشراء وبيع، وكبرت هذه المجموعات البشرية وتحولت إلى العشائر وبعض الناس لديهم عاداتهم وتقاليدهم، وكانوا يعيشون حياة هادئة الي ان اتي وقت إزالتها عبر الصراعات الدامية التي شهدها العالم في الكثير من الفترات، والمعروفة باسم “الهنود”.

لم يُدِم الله على تلك العشائر هدوءهم وطمأنينتهم – اللذين نعمت بهما عكس غيرها من الأقوام التى أهلكتها الحروب والصراعات فى شتّى أنحاء العالم – فعبر وصول الرحالة البرتغالى “كريستوفر كولومبوس” عام 1492 إلى جزر الباهاما، انتهت تلك الجنّة الهادئة الوادعة فى حضن المحيط، حيث تسلّلت أقدام الأوروبيين إلى تلك الجُزر لنهب مواردها والاستيلاء على خيراتها، باعتبارها أرضًا جديدة لم يصل إليها أحد من مستخدمى الوسائل الحديثة الخاصة بالتنقيب والبحث عن الذهب والبترول والموارد الطبيعية.

خلال القرن السادس عشر، لم يظهر للتدخل الأوروبي الاستعمارية شكل دموي، بل هاجروا، العديد من الصيادين والمزارعين لبدء حياة جديدة في أرض جيدة، ومن القرن السابع عشر وبعد أن اكتشفوا الأميركيين وجود كميات ضخمة من الذهب قد شاركت جميع البلدان الأوروبية في البحث عن الذهب في جميع أنحاء أمريكا.



ومع انتشار المستعمرات البريطانية في أراضي الولايات المتحدة، وزيادة الهجرة من المتطرفين الدينيين، ورسخت أقدام إنجلترا هناك، وبدأت غالبية البريطانيين الأثرياء فرض ضرائب باهظة على السكان الأصليين-بما في ذلك المهاجرين العاديين البريطانية من بريطانيا للحصول على مصدر للدخل و في أواخر القرن القرن السابع، إثارة الارتفاع الكبير في قيمة ضريبة غضب السكان ، وازداد القمع البريطاني لهم لتكون بداية الثورة.

احتج سكان أمريكا للمرة الأولى علانية، والناس الرافضين من مدينة بوسطن لدفع الضرائب لبريطانيا في مقابل الحصول على شحنات شاي، الذي وصل من أوروبا، ومن أجل التعبير عن احتجاجهم قاموا بإلقاء صناديق الشاي التي وصلت على متن السفينة، ويطلق على هذا الحدث اسم “حزب الشاي” ، حادثة التي مثلت فتيلة التي أشعلت نضال المستوطنين في أمريكا للاستقلال من التدخل البريطاني والأوروبي، حيث وجد السكان التي تهدر حقوقهم القانونية تماما، كان من حق المستعمرات أن تنتخب ممثليها لعضوية الجمعية التشريعية لسن القوانين وفرض الضرائب، ولكن حاكم المستعمرة كان لاحق في استخدام الفيتو ضد أي قانون في هذا الصدد ، وتأمل في المستعمرات البريطانية الأمريكية تواصل العمل على مصالحها الاقتصادية، حيث انحنى سكان تلك للرغبات المستعمرات البريطانية الأميركيين بصورة عامة في بداية الامر.

ظلت الحالة في إطار المصالحة لوقت طويل، ولكن ما جعل الأمور أسوأ، هو قرار البريطانيين فرض ضرائب على السلع المهمة مثل الرصاص والأصباغ والورق والشاي وبدأ الأميركيين تهريب المنتجات التي فرضت عليها ضرائب ثقيلة من هولندا، كما أنها بدأت في استخدام أسلوب جديد للاحتجاج السلمي، من خلال مقاطعة الشركات التي يملكها مسؤولون المستعمرات الإنجليزية ، الذي تضررت معظم الشركات المنتجة للشاي، والورق، وادي بها الي الامتناع عن دفع الضرائب لتشتعل شرارة الحرب.



ولم يجد الجانب الإنجليزية حلاً قبل هذه الثورة ساحقة الا إرسال قوات ردع، بعد أن بدأت بالتسلل، وتنتشر في جميع أنحاء الأراضي الأمريكية، وأدت إلى اندلاع “حرب الاستقلال الأمريكية” في 1775، وكان “جورج واشنطن” وقتها أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية هو قائد تلك الثورة ، والحرب انتجت عددا من المذابح التي ارتكبها الابريطانيون ضد الشعب الأمريكي، وبعد أن دخلت القوات الإنجليزية لمدينتي بوسطن ونيويورك، وذبح إعداد كبيرة من السكان المدنيين.

تواجه مع هذه الزيادة الهائلة في الثورة في وسائل قمعها، عقدت الدول المستعمروة البلدان الأوروبية الرئيسية “المؤتمر القاري الأول” في فيلادلفيا في 1775، مما اضطر بريطانيا سحب قواتها العسكرية، وفي 1776 المجلس القاري الرابع أعلن استقلال امريكا من بريطانيا، وتقسيمها إلى مجموعة من الدول، وتدعي الولايات المتحدة، واستمرت هكا بعد الحرب التي تدور بين الجانبين ، حتى الأمريكيون فازوا في النهاية في 1781 في معركة “يوركتاون” لتبدأ بعدها الهدنة وتوقيع معاهدة “فرساي”.

انتهت الحرب الشرسة بن الأطراف واضطروا الي التوقيع على “معاهدة فرساي” في 1783، الذي انهت الثورة الأميركية فعلا بالتوقيع، في حين شهد في عام 1787 توقيع مندوبين من جميع دول الاتفاقية في دستور البلاد “دستور الولايات المتحدة الأمريكية” المعروف الآن الذي تم التصديق عليه في العام التالي 1788، وانتهاء الحرب ادي إلى الهدنة، والتصديق على دستور البلاد واعلان ما يعرف باسم “مهرجان الاستقلال”، الذي تحتفل به الولايات المتحدة في الرابع من يوليو في كل عام.



صور ذات صلة بتاريخ حرب الاستقلال الأمريكية

مقالات اخري قد تعجبك ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *